السبت، 1 مايو 2010

عودة وسلسلة جديدة

ربما غاب المرء عن متابعة معلم الرياضيات لأنه كان مشغولاً بتعليم الرياضيات ومحاولة افهامها لطلبة الثانوية فلم يكن هناك وقت كافٍ لأجلس مع مدونتي وأخط لها شيئا حتى إذا انتهيت عدت إليها أقص لها في سلسلة جديدة بعض معلومات عن الأرقام والأعداد وسأبدأ الليلة بالحديث عن الصفر.
لقد رتب العرب منازل الأرقام فالخانة الأولى للأعداد هي خانة الآحاد يليها بعد ذلك خانة العشرات ثم خانة المئات وهلم جرا .. فإذا أردنا أن نكتب 105 فإننا نضع رقم 5 في خانة الآحاد ورقم 1 في خانة المئات وتحديد موقع العدد 1 بالنسبة للعدد خمسة لا يتم إلا عن طريق وضع الصفر بين الرقمين أي أن خانة العشرات ليس فيها شيء فوضع فيها الصفر وهو يعني لا شيء . وهذا الأمر أثار جدلاً واسعاً عند علماء الرياضيات في كيف نفهم وضع الصفر بهذه الطريقة وجاءت السيدة المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه لتفسر في كتابها ( شمس العرب تسطع على الغرب) في منظومة شعرية رائعة تقول فيها
الأرقام تسعة فاحترس تنطق كلها دون لبس
ولكن انتبه ايضا لي اناالصفر لا ينطق بي
دائرة مستديرة متكاملة في قيمة في المعاملة
إن اضفتني إلى يمنى عدد أصبح عشرة أمثاله
وبي تستطيع الترقيم فتتضح الأعداد وتستقيم
وبهذا الأسلوب الرائع لهذه المستشرقة المنصفة استطاع الكثير من الغرب والشرق فهم معنى الصفر.
وجاء أيضا في كتابها في نقلها لترجمة لكتاب الخوارزمي عالم المسلمين الأول في الرياضيات قولها " إن الله يتمثل في ذلك الصفر حيث لا بداية له ولا نهاية. وكما أن الصفر لا يقسم ولا يتضاعف فإن الله لايزيد ولا ينقص، بل إن الصفر يجعل من الواحد الصحيح عشرة إن وضع على يمينه كذلك فإن الله يضاعف الأشياء آلاف المرات والواقع أنه يخلق كل شيء ويبقيه ويسيره " وإن كانت هذه لفتة طيبة من الخوارزمي فلا نقف معها كثيرا لكن نعود إلى الصفر ونقول أن الصفر اليوم اصبح امرا سهلا ميسورا لكن عند ابتكاره كان عجيبا وصعبا وقد أخذته شعوب العالم أجمع واختلفت تسميته فعند الألمان " زفر" وعند الانجليز والفرنسيين " زيرو " أو " صايفر" وعند الأسبان" ثيرو" وعند الإيطاليين " زفرو" وهكذا فتح الصفر مجالات جديدة للعالم وجعل الأرقام تستقيم في مواضعها.
ويعتقد عدد من الباحثين أن الصفر مشتق من الخلو والفراغ حتى أن العرب سمّوا الشهر صفرا لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من أغاروا عليه صفر المتاع " ويقال في العربية " عاد صفر اليدين".
ونختم بوظيفة الصفر فقد قال العلماء أن له وظيفتان هما: الدلالة على معنى لا شيء والثانية لحفظ ترتيب منازل الأعداد