الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

لقد آن الآوان أن نتعلم السؤال بـ( كيف)

كيف علم ؟ كيف ربى ؟... إن الخليل إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام حينما سأل ربه عن كيف أخبرنا القرآن بسؤاله {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة260 قال صاحب تفسير الميسر واذكر -أيها الرسول- طلب إبراهيم من ربه أن يريه كيفية البعث, فقال الله له: أَوَلم تؤمن؟ قال: بلى, ولكن أطلب ذلك لأزداد يقينًا على يقيني, قال: فخذ أربعة من الطير فاضممهن إليك واذبحهن وقطعهن, ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا, ثم نادِهن يأتينك مسرعات. فنادى إبراهيم عليه السلام, فإذا كل جزء يعود إلى موضعه, وإذا بها تأتي مسرعة. واعلم أن الله عزيز لا يغلبه شيء, حكيم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره.
إن السؤال بـ (كيف ) سؤال آن الآوان أن نتعلمه لأن إيماننا اليوم إيمان مخدر نعم هو موجود لكن يحتاج لكيف كي ينشط ويتفجر ويصبح ذو طاقة وقدرة على التفاعل والتجديد والتحديث .
يقبل من سنوات كثيرة مضت السؤال بأي صيغة غير صيغة ( كيف) لكن ما أظن هذه الأيام إلا أن يكون غالبية الأسئلة عن (كيف) لأن واقعها يكاد يكون صفراً والناس تحتاج لمشاهدة القدوة ورؤية واقع أمامها مطبقاً لنظريات ومبادئ وقواعد مكتوبة ومعروفة لكن كيف يكون تطبيقها وهل ستصلح أم لا ؟ وما هي العوائق التي ستقابلها؟ وكيف نتغلب عليها؟
حينما أعلن البعض أن الإسلام هو الحل كان السؤال المباشر والعفوي والتلقائي هو (كيف) ولم يعط أحدهم لنفسه فرصة التفكير ولا التعمق في الإجابة من نفسه لكن أطلقها (كيف) وحينما كان الجواب يأتيهم يكاد لا يصدق إن الواقع يشهد بذلك والآن لابد أن نتعلم السؤال بـ(كيف).
وأريد التخصيص فأقول نسأل : كيف علم ؟ كيف ربى ؟ كيف أخرج ؟ الكل عرف من المسئول لكن أما سألت نفسك عن مدى علمك بالإجابة عن هذه الأسئلة؟ وهل تستطيع أن تجيب أنت من ذاكرتك ومعلوماتك وواقع حياتك ؟
ولعل الرسائل القادمة تفصل : كيف علم الشباب ؟ كيف علم الطلاب ؟ كيف علم البنين والبنات ؟ كيف رباهم ؟ كيف أخرج جيلا فريداً؟ كيف نقل أمة من رعاة غنم إلى قادة أمم ؟ كيف غيّر حياة الجاهلية بأخلاقها ورزائلها إلى أمة العفة والطهر والكرامة؟
سل نفسك عن كيف تغير حياتك. سل نفسك عن كيف تنقذ نفسك من الهوى والشهوات؟
ويبقى أن نتعلم السؤال بـ ( كيف )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق